عقاب غير محسوس

عقاب غير محسوس

هل آنت من الذين عاقبهم الله بطريقة خفية (عقاب غير محسوس)

إنه أعظم من العقاب المحسوس قال أحد الطلاب لشيخه: كم نعصي الله ولا يعاقبنا؟

فرد عليه الشيخ: كم يعاقبك الله وانت لا تدري؟ ألم يسلبك حلاوة مناجاته !! ألم يسلبك لذة عبادته ، ألم يسلبك نعمة السجود له ، ألم يبعد عنك الله أناساً كانوا مخلصين لك قلوبهم رحيمة بك .. أوفياء يخافون الله فيك؟ وما ابتلي أحد بمصيبة أعظم من قسوة القلب . إن أعظم عقاب يمكن أن تلقاه هو قلة التوفيق إلى أعمال الخير. ألم تمر عليك أيام دون قراءة للقرآن . بل ربما تسمع قوله تعالى:  (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله) وأنت لا تتأثر كأنك لم تسمعها !

ألم تمر عليك الليالي الطوال وأنت محروم من (القيام) ؟ ألم تمر عليك مواسم الخير: رمضان .. سته من شوال .. عشرة ذي الحجة .. إلى آخره. ولم توفق إلى استغلالها كما ينبغي ولم تكسب منها الأجر .. أي عقاب أكثر من هذا ؟ ألا تحس بثقل الطاعات ؟ ألم يمسك لسانك عن ذكره تعالى ؟ ألا تحس بضعف أمام الهوى والشهوات ؟ ألم تبتلى بحب المال والجاه والشهرة ؟ ألم تقضي وقتك في متابعة أخبار الفنانين والمشاهير أصحاب القدوة السيئة وترك متابعة أهل القدوة الحسنة التي تضيف لك الحسنات ؟ أي عقاب اكثر من ذلك ؟

ألم تسهل عليك الغيبة والنميمة والكذب ؟ ألم يشغلك الفضول بالتدخل فيما لا يعنيك ؟ ألم ينسيك الآخرة ويجعل الدنيا أكبر همك ؟ هذا الخذلان ماهو إلا صورة من عقاب الله. إحذر فإن اهون عقاب الله : ماكان محسوسا في المال أو الولد أو الصحة. وأن اعظم عقاب ماكان غير محسوس في القلب . ألم يجعل اذنك لا تسمع الأذان ولا تعرف حتى أوقات الصلوات . ألم تبتعد عن الله وعبادته وذكرة وخشيته . ولم تشعر بالخطر ؟ ألم تشعر أن القيامة والموت والبعث لازل بعيد. والتوبة جعلتها مجرد قرار عند مايشيب رأسك ستتوب  قال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها).

أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولكم، ويتوب علينا، ويتولانا، ويهدينا، ولا يجعلنا ممن يقول أو يسمع ولا يعمل، ويسترنا بستره الجميل، ويصطفينا برحمة من عنده تغنينا عن رحمة من سواه.

2 تعليقان

comments user
A.m

تسلم ايدك

    comments user
    Razeen

    الله يسلمك

اترك رداً على A.m إلغاء الرد