
ما الذي طلبه آصحاب الكهف حين أووا للكهف وهم في شدة البلاء والملاحقة ؟ انهم سألو الله (الرشد) دون أن يسألوه النصر ، ولا الظفر ، ولا التمكين “ربنا آتنا من لدنك رحمة وهئ لنا من أمرنا رشدا” وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة ؟ طلبو “الرشد” قالو : (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ) وفي قوله تعالى : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) الرشد ، فما الرشد ؟ الرشد إصابة وجه الحقيقة ، هو السداد هو السير في الاتجاه الصحيح فإذا أرشدك الله فقد أوتيت خيراً عضيماًً وبوركت خطواتك وبهذا يوصيك الله أن تردد : (وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا) بالرشد تختصر المراحل ، ويختزل كثير من المعاناة ، وتتعاظم النتائج حين يكون الله لك ولياً مرشداً . لذلك حين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلا أمراً واحداً هو : (هل أتبعك على أن تعلمن ماعلمت رشداً) فقط رشداً . فإن الله إذا هيأ لك أسباب الرشد ، فإنه قد هيأ لك أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي .
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشداً
اترك تعليقاً