الخسارة احياناً بداية

الخسارة احياناً بداية

تمرّ العلاقات في حياتنا بمراحل مختلفة، منها ما يُزهر ويبقى، ومنها ما يذبل ويفنى. لكنّ أصعب ما نواجهه هو لحظة الانفصال، حين تُطوى صفحة علاقة كانت تعني لنا الكثير، ونجد أنفسنا مضطرين للمضي قدمًا دون من ظننا يوماً أنهم سيكونون دائمين.

تخطي العلاقة لا يعني النسيان التام، بل يعني التصالح مع الذكرى، وفهم أن ما مضى قد شكّلنا، لكنه لا يحدد مصيرنا. هو قرار شجاع بالشفاء، بالابتعاد عن الألم، وبالتمسك بالكرامة والهدوء الداخلي.

الخطوة الأولى تبدأ بالاعتراف بالمشاعر. من الطبيعي أن نحزن، أن نغضب، أن نشعر بالخذلان أو الوحدة. لكن المهم ألا نسمح لهذه المشاعر أن تقيدنا. يجب أن نمنح أنفسنا الوقت الكافي للحزن، دون أن نغرق فيه.

ثمّ يأتي دور العناية بالذات: استعادة الهوايات، التواصل مع الأصدقاء، السفر أو حتى المشي وحيداً للتفكير. كل هذه التفاصيل الصغيرة تبني من جديد ما هدمه الفقد. ومن المهم ألا نحمل أنفسنا اللوم، أو نغرق في “ماذا لو؟”، فالعلاقات مسؤولية مشتركة، وفشلها لا يعني فشلنا كأشخاص.

في النهاية، تخطي العلاقة ليس نهاية، بل بداية جديدة. إنه وعد للذات بأن الحياة لا تتوقف عند أحد، وأننا قادرون دائمًا على الحب من جديد، لكن هذه المرة – حب أنفسنا أولاً

اترك تعليقاً