الشخص التجنبي والشخص القلق هما نمطان من أنماط التعلّق (attachment styles) التي تتشكل عادة في مرحلة الطفولة نتيجة للعلاقة مع الأهل أو مقدّمي الرعاية، وتستمر في التأثير على علاقات الشخص العاطفية والاجتماعية لاحقًا. إليك الفرق بينهما:
1. الشخص التجنبي (Avoidant Attachment Style):
• يميل إلى الاستقلالية الزائدة والاعتماد على النفس.
• يشعر بعدم الراحة أو القلق عند الاقتراب العاطفي من الآخرين.
• يقلل من أهمية العلاقات العاطفية أو يتجنبها تمامًا.
• يميل إلى كبت مشاعره أو عدم التعبير عنها بوضوح.
• إذا دخل في علاقة، قد يبدو باردًا أو غير مبالٍ.
السبب المحتمل: التجارب المبكرة مع والدين غير متاحين عاطفيًا أو يتجاهلون احتياجات الطفل.
2. الشخص القلق (Anxious Attachment Style):
• يخاف من الهجر أو عدم القبول من الآخرين.
• يحتاج إلى الاطمئنان المستمر بأنه محبوب ومقبول.
• يمكن أن يبدو متطلبًا أو متشبثًا في العلاقات.
• يعاني من انعدام الأمان العاطفي ويقلق كثيرًا بشأن العلاقات.
• يتفاعل عاطفيًا بشكل قوي، خصوصًا عند الشعور بالرفض أو الإهمال.
السبب المحتمل: علاقة غير متسقة مع الوالدين – أحيانًا حنونة وأحيانًا مهملة، مما يخلق عدم استقرار عاطفي.
إذا كنت تفكر في كيف يمكن أن يتفاعل هذان النمطان معًا في علاقة، فالعلاقة بين الشخص القلق والتجنبي تكون غالبًا صعبةوغيرمتوازنة: القلق يسعى للاقتراب، والتجنبي يبتعد، مما يؤدي إلى حلقة من التوتر والخذلان.
يتبع ..
أولًا: الشخص التجنبي – كيف يتعافى؟
1. التعرف على المشاعر بدلًا من كبتها:
• يبدأ يلاحظ متى يتضايق أو ينسحب.
• يتعلم يربط هذه المشاعر بتجارب معينة، بدل ما يدفنها.
2. السماح بالاعتماد على الآخرين:
• يجرب يعطي نفسه فرصة يطلب المساعدة أو يشارك مشاعره، حتى لو بشكل بسيط.
• يفهم إن الاعتماد على شخص آخر ما يعني ضعف.
3. المواجهة بدل الهروب:
• بدل ما ينسحب لما يحس بضغط عاطفي، يتعلم يعبر عن نفسه أو حتى يقول “أنا محتاج وقت أرتب أفكاري” بدل الصمت أو الهروب.
4. العلاج النفسي (خصوصًا العلاج المعرفي السلوكي أو علاج التعلق):
• يساعده في فهم جذور التجنب وبناء روابط صحية وآمنة.
ثانيًا: الشخص القلق – كيف يتعافى؟
1. تعزيز الإحساس بالأمان الذاتي:
• يشتغل على بناء علاقة قوية مع نفسه، عشان ما يعتمد على الآخرين لتأكيد قيمته.
• يقدر يبدأ بتدوين يومي عن النجاحات الصغيرة، أو يمارس التأمل/اليقظة الذهنية.
2. تأخير ردود الفعل العاطفية:
• لما يحس بالقلق أو الخوف من الهجر، يتعلم يأخذ نفس، يفكر، وبعدين يقرر كيف يتصرف.
• مثلاً بدل ما يرسل رسالة طويلة فيها لوم، ينتظر ساعة، ويكتب شيء هادئ وواضح.
3. التمييز بين الخوف والواقع:
• يسأل نفسه: “هل في دليل حقيقي إن الطرف الثاني بيتركني؟ أم مجرد شعور؟”
4. العلاج النفسي (خصوصًا العلاج الجدلي السلوكي DBT أو العلاج المعرفي):
• يساعده يتعامل مع التوتر، ويقلل من الحساسية الزائدة للرفض.
ملاحظة مهمة:
الهدف مو إن الشخص يصير “مثالي” أو “آمن تمامًا”، لأن الكل فيه درجات من التعلق. لكن الوعي والتدرج في التغيير هو الطريق نحو علاقات أفضل
اترك تعليقاً