
اللباقة ليست مجرد كلمات مهذبة أو تعابير منمّقة، بل هي فنٌّ في التعامل يعكس رقيّ الأخلاق وصدق النية. الشخص اللبق يتميز بقدرته على إيصال فكرته بلطف، واحترامه للآخرين حتى في أصعب المواقف، كما أنه يتحلى بالإصغاء، ويتجنب الإحراج، ويعرف متى يتكلم ومتى يصمت.
أما متصنّع اللباقة، فهو من يختبئ خلف قناع المجاملة ليُخفي نوايا مغايرة، أو ليحصل على مصلحة شخصية. كلماته قد تبدو راقية، لكنها تخلو من الشعور الحقيقي، وتفضحه المواقف التي تتطلب ثبات الأخلاق، لا جمال العبارة. غالبًا ما يظهر تملّقه واضحًا، ويشعر من حوله بعدم الارتياح تجاهه، رغم كلماته الجميلة.
الفرق بين اللبق الحقيقي والمتصنّع هو النية والاتساق. اللباقة الحقيقية نابعة من احترام الذات والآخرين، أما المتصنّعة فهي تمثيل مؤقت ينهار عند أول موقف حقيقي.
في زمن كثرت فيه الأقنعة، أصبح التمييز بين اللباقة الحقيقية والزائفة ضرورة، وأصبح التحلي باللباقة الصادقة فضيلة تعكس عمق التربية ونقاء القلب.
همسه: قال الرسول صلى الله عليه وسلم (تحلم عمن جهل عليك ) .
اترك تعليقاً