
النوايا هي المحرك الأول للأفعال، والأساس الذي تُبنى عليه القيم والسلوكيات. وإن كانت النوايا خفية لا يراها أحد، إلا أن أثرها ظاهر في الكلام، والتصرف، وحتى في نظرات العيون. ومن أعظم ما يمكن للإنسان أن يحمله في قلبه هي النية الطيبة، التي تبذر الخير وتنشر المحبة وتترك أثرًا جميلًا في كل مكان.
فلربما كانت كلمة من ثلاث احرف ( اها ) او غيرها من الكلمات تسيئ فهم وتقلب الحديث وتغير كل شيئ بتسرع لذلك :
النوايا الطيبة هي ما يميز الإنسان الصادق، وهي انعكاس لنقاء القلب وصفاء الروح. حين ينوي الإنسان الخير للآخرين دون أن ينتظر شيئًا في المقابل، فإنه يُظهر أجمل ما فيه من إنسانية. فربّ كلمة طيبة خرجت بنية صادقة، خفّفت عن أحدهم همًا، أو زرعت في قلبه أملاً.
وقد علّمنا الإسلام أهمية النية، وارتبطت بها الأعمال ارتباطًا وثيقًا، حتى قال رسول الله ﷺ:
“إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”
فهذا الحديث الشريف يدل على أن النية قد ترفع العمل البسيط ليكون عظيمًا، وقد تحوّل العادة إلى عبادة.
لكن الطيبة لا تعني الضعف، ولا تعني التغافل المستمر، فكما أن النية الطيبة مطلوبة، فإن الحكمة والوعي في التعامل لا تقل عنها أهمية. فبعض الناس قد يستغلون طيبة الآخرين، وهنا يجب أن نوازن بين الرحمة والحزم، وبين الطيبة والحدود.
في عالم مليء بالتسرّع وسوء الظن، تبقى النوايا الطيبة كالنور الذي لا ينطفئ. فهي تبني علاقات صادقة، وتمنح صاحبها راحة في قلبه وضميره. فلنحرص على أن تكون نوايانا دائمًا خيّرة، لأن الله وحده يعلم ما في القلوب، وهو يجازي على النية كما يجازي على الفعل. ومتى صلحت النية، صلح كل شيء.
اترك تعليقاً