
في العلاقات الإنسانية، نبحث دائمًا عن الأمان، عن من يرى فينا الاكتفاء، لا من ينظر إلينا كخيار مؤقت. نرغب أن نكون لشخص ما كل شيء، لا مجرد شيء. لكن ماذا عن ذاك الشخص الذي لا يكتفي بك؟ الذي مهما قدّمت، شعر أن ما تمنحه لا يكفي؟ تلك العلاقة تصبح مؤلمة، مرهقة، تأكل من روحك وأنت تحاول أن تكون “كافيًا“.
الشخص الذي لا يكتفي بك هو غالبًا لا يعاني منك، بل يعاني من نقص داخلي لا يستطيع أحد أن يملأه. يريد المزيد دومًا، لا لأنك مقصّر، بل لأنه لا يرى ما تقدمه له. كل محاولاتك تذوب أمام عينه، لأن عينه لا تنظر لك، بل تبحث دائمًا عمّا هو خارجك.
في مثل هذه العلاقات، يُستهلك الطرف المُحب، يُنهك وهو يحاول إثبات نفسه، ويعيش في قلق دائم، كأنه في اختبار لا ينتهي. ولا شيء أكثر قسوة من أن تعطي قلبك كاملاً، ثم يُقال لك: “هذا لا يكفي“.
لكن الحقيقة التي يجب أن نتذكّرها دائمًا:
أنت لست قليلًا، ولا ناقصًا، ولا يجب أن تثبت شيئًا لأحد.
الذي لا يراك كافيًا، لن يراك حتى لو تحوّلت إلى ألف نسخة من نفسك.
الحب الحقيقي لا يحتاج إلى إثبات دائم، بل إلى شعور بالقبول والرضا. وإن وجدت نفسك في علاقة تتعب فيها لتكون “كافيًا“، فربما أنت فقط مع الشخص الخطأ. لأن من يحبك حقًا، يراك كفاية حتى في صمتك، ويكتفي بك كما أنت، لا كما يريدك أن تكون.
اترك تعليقاً